أعلنت كندا يوم الجمعة جماعة «ثري برسينت» (3%) كياناً إرهابياً، قائلةً إن لديها «سبباً كافياً» للاعتقاد بأن جماعة الميليشيا اليمينية المناهضة للحكومة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها تنشط في كندا، وأنها تراقب تحركاتها بقلق متزايد.

وقال وزير السلامة العامة «بيل بلير» في مؤتمر صحفي: إن جماعة «ثري برسينت» ارتبطت بمؤامرات تفجير تستهدف مباني الحكومة الفيدرالية الأميركية والمجتمعات المسلمة، بالإضافة إلى مؤامرة في عام 2020 لاختطاف حاكم ولاية ميشيجان، جريتشن ويتمر، وهي عضو في الحزب الديمقراطي، حيث انطوت المؤامرة على «تفجير عبوات ناسفة لصرف انتباه الشرطة».

ويأتي هذا الإعلان بعد عدة أسابيع من اعتقال أربعة من أعضاء جماعة «ثري برسينت» من كاليفورنيا واتهامهم بالتآمر والتحريض على عرقلة جلسة مشتركة للكونجرس بعد المشاركة في غزو مبنى الكابيتول الأميركي من قبل حشد مؤيد لترامب في 6 يناير الماضي. كما يأتي بعد عدة أشهر من إعلان كندا جماعةَ «براود بويز» (أو الأولاد الفخورين) كياناً إرهابياً، وهي جماعة يمينية متطرفة تقتصر على الذكور فقط وتصف نفسها بـ«الشوفينيين الغربيين» ولها تاريخ من ممارسة العنف في الشوارع. وهذا مع العلم أن الولايات المتحدة لم تصنف إلى الآن أياً من الجماعتين في خانة الإرهاب. وقال وزير السلامة العامة الكندي: «سنواصل استخدام كل أداة تحت تصرفنا لحماية بلدنا ومصالحنا والحفاظ على سلامة الكنديين هنا في الوطن وفي جميع أنحاء العالم».

وجدير بالذكر أن تصنيف جماعة ككيان إرهابي له آثار مالية وقانونية، حيث يمكن للشرطة مصادرة ممتلكات الجماعة أو اعتقال أعضائها. كما يتحتم على البنوك تجميد أصولها. كما يعتبر تقديم المساعدة لكيان إرهابي أو تسهيل تنفيذ هجماته الإرهابية جريمةً بحكم القانون. وبالطبع سيحظر على أعضاء الجماعتين دخول التراب الكندي. ويذكر أن جماعة «ثري برسينت» قد تشكلت في عام 2008. واسمها هو إشارة إلى الادعاء المزيف بأنه حين قامت الثورة ضد التاج البريطاني، رفع 3% فقط من الشعب الأميركي السلاح ضد الوجود البريطاني.

وقد أدان فرع أميركي وطني من الجماعة أعمال الشغب في مبنى الكابيتول، وقال إنها تم حلها في فبراير الماضي بسبب الضرر الذي تسببه لأعضائها. وأضافت كندا أيضاً إلى قائمة الكيانات الإرهابية جماعة «آريان سترايكفورس»، وهي جماعة نازية جديدة تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، وقالت إنها تهدف إلى «بدء حرب عرقية والقضاء على الأقليات العرقية».

وقال بلير: إن كلاً من جماعتي «ثري برسينت» و«آريان سترايكسفورس» قد «أعلنتا عن اهتمامهما بتجنيد أفراد ممن سبق لهم أن تلقَّوا تدريبات عسكرية». ومن ناحية أخرى، تمت إضافة «جيمس ماسون»، وهو أميركي من النازيين الجدد، إلى قائمة الكيانات الإرهابية، حيث تعد هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إدراج فرد في هذه القائمة. وقالت الحكومة الكندية: إن كتاباته «كانت بمثابة الأساس الأيديولوجي» للجماعات النازية الجديدة، بما في ذلك فرقة «أتوموافن»، وإنه قدَّم لأعضائها تدريبات على الترويج للقتل والإبادة الجماعية. وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر على إعلان كندا جماعةَ «براود بويز» كياناً إرهابياً، زعم الفرع الكندي من الجماعة أنه «تم حلها رسمياً». وقال بلير إنه يعتقد بأن تصنيف الجماعة كياناً إرهابياً له «تأثير كبير للغاية» على قدرتها على جمع الأموال وتجنيد الأفراد، لكنه أقر بأن أيديولوجيتها «لن تختفي فجأة».

*كاتبة متخصصة في الشؤون الكندية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»